جائزة الفيا في مجال الصحة 2024 – الاستدامة في الرعاية الصحية

الموضوع

موضوع جائزة الفيا في مجال الصحة لعام 2024 هو "الاستدامة في الرعاية الصحية". يستجيب هذا للحاجة الملحة إلى حلول صديقة للبيئة في مجال الرعاية الصحية. مع استهلاك الطاقة العالي، يسهم قطاع الرعاية الصحية بشكل كبير في إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة على المستوى العالمي وبالتالي في الاحتباس الحراري العام. بالإضافة إلى ذلك، إن إنتاج النفايات العالي مع عدم وجود حلول لإدارة النفايات الصديقة للبيئة يشكل عبئًا كبيرًا على بيئتنا. لذلك، يهدف موضوع جائزة هذا العام إلى تحفيز الأطباء الشبان وأطباء الأسنان والصيادلة على تطوير مشاريع مبتكرة تهدف إلى تقليل الأثر البيئي للرعاية الصحية.

 

الأهداف

تهدف جائزة الفيا للاستدامة الصحية الى دعم جهود المنظمات الطلابية في جميع أنحاء العالم في مجالات الطب وطب الأسنان والصيدلة لمساهماتها في تنفيذ المشاريع البيئية في قطاع الرعاية الصحية.

يجب أن تعزز هذه المشاريع الوعي بالاستدامة وتدعم الإجراءات الفردية، وبالتالي تمكين الجيل القادم من المتخصصين في الرعاية الصحية من دمج مبادئ «التفكير الأخضر» في ممارساتهم اليومية. تؤدي هذه المبادرة إلى صناعة رعاية صحية أكثر وعياً بالبيئة.

قد تشمل المشاريع استخدام مواد صديقة للبيئة، واستراتيجيات مبتكرة للحد من النفايات، وممارسات فعالة في استخدام الطاقة، أو دمج مصادر الطاقة المتجددة في مرافق الرعاية الصحية.

 

معايير التقييم

  1. الأثر البيئي: النظر في البصمة البيئية للمشروع، بما في ذلك استهلاك الطاقة وإدارة النفايات وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
  2. كفاءة الموارد: تقييم مدى كفاءة استخدام الموارد مثل المياه والمواد والمعدات الطبية.
  3. الآثار الصحية: القيام بتحليل كيفية تأثير المشروع على صحة المرضى والموظفين والمجتمع، على سبيل المثال من خلال تحسين رعاية المرضى أو التثقيف الصحي.
  4. المسؤولية الاجتماعية: تقييم ما إذا كان المشروع يعزز المساواة، أو يعزز ظروف العمل، أو يساهم في التنمية الاقتصادية المحلية.
  5. التأثير المستدام: يوضع في الاعتبار الاستدامة طويلة الأجل لتأثيرات المشروع بمرور الوقت وما إذا كان يوفر فوائد دائمة للمجتمع.
  6. درجة الابتكار: تحديد ما إذا كان المشروع يقدم أساليب مبتكرة للاستدامة في الرعاية الصحية، مثل التقنيات أو الممارسات الجديدة.
  7. مشاركة أصحاب المصلحة: التأكد من أن أصحاب المصلحة المعنيين مثل المرضى والأطباء والمجتمعات والسلطات الحكومية قد شاركوا في المشروع.
  8. أهداف قابلة للقياس: التأكد من أن المشروع قد حدد أهدافًا واضحة وقابلة للقياس لتحسين الاستدامة في الرعاية الصحية.
  9. قابلية التوسع: يوضع في الاعتبار ما إذا كان يمكن توسيع المشروع ليشمل مرافق أو مناطق رعاية صحية أخرى لتحقيق تأثير إيجابي أوسع.

 

الجائزة

  1. حضور حفل تكريم الفيا في فرايبورغ، ألمانيا، مع تغطية كاملة للنفقات ما يصل إلى ثلاثة ممثلين عن المنظمة الفائزة (حتى 1500 يورو).
  2. جائزة نقدية قدرها 1500 يورو لدعم ورش العمل والمشاريع المستدامة داخل كلية الفائز.

 

متطلبات التقديم

عند تقديم الطلب، يجب على المتقدمين:

  •  تحديد أنفسهم كمنظمة طلابية دولية أو وطنية تضم على الأقل 50 عضوًا.
  •  أن يكون لديهم تركيز رئيسي على الطب أو طب الأسنان أو الصيدلة في توجيه الطلاب.
  • أن يكون لديهم أسس قوية لقنوات الاتصال (موقع إلكتروني، وسائل التواصل الاجتماعي).

الجدول الزمني

بداية التقديم: 4 سبتمبر 2023
نهاية التقديم: 31 مارس 2024
إعلان الفريق الفائز: 30 أبريل 2024
حفل توزيع الجوائز: 13 سبتمبر 2024

إعلان الفائزين بجائزة

يسرنا أن نعلن عن الفائزين بجائزة FIA في مجال الصحة لعام 2024: حصلت على الجائزة الجمعية العلمية لطلاب طب الأسنان في مصر (DSSA)، ويمثلها السيد محمد مصطفى والسيدة دنيا طارق، وذلك تقديرًا لفكرتهم المبتكرة لتطبيق جوال يربط بين المؤسسات الصحية بهدف تقليل النفايات، وإعادة التدوير، وتحقيق كفاءة استخدام الموارد.

DSSA

الجمعية العلمية لطلاب طب الأسنان في مصر هي منظمة غير حكومية (NRO)، تهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز الوعي العام بصحة الفم والأسنان في المجتمع المصري وتحسين المعرفة العلمية والمهارات الشخصية لطلاب طب الأسنان المصريين وغير المصريين في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.

فريق المشروع

 

Donia Tarek


السيدة دنيا طارق
جامعة نيو جيزة، الإسكندرية، مصر

 

Mohamed Mostafa


السيد محمد مصطفى
الجامعة العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، الإسكندرية، مصر

معلومات الاتصال

للاستفسار حول عملية التقديم، يمكن للمنظمات المهتمة التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: award@fia-academy.de

إذا كنت مهتمًا بدعم ورعاية هذه الجائزة، يمكنك التواصل معنا عبر البريد الالكتروني: corporatesupport@fia-academy.de

مواضيع ذات صلة حول جائزة الفيا في مجال الصحة 2024

هو التغيرات الطبيعية و التغيرات غير الطبيعية (التي يتسبب بها البشر) في طقس و حرارة كوكبنا، مما يهدد البيئة و توازنها من جهة، و رفاهية و حياة البشر من جهة أخرى.

حيث تظهر نتائج  تغير المناخ بشكل رئيسي في:

الانحباس الحراري العالمي، تلوث الهواء مع انخفاض جودته و تزايد الحساسية، تزايد الأمراض البشرية، الأزمات العالمية للغذاء، التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية، تعميق أزمات الأمن الصحي.

و لتخفيف آثاره يتوجب:

التقييم الدوري لها و التأهب لمواجهة كوارثها، التكيف معها و التوجه نحو الاستدامة البيئية، التعاون لتعزيز الصحة، تنمية مناخية مرنة.

من المؤسف القول أنه في الوقت الذي يعد فيه التغير المناخي في القرن الحالي "حالة طوارئ صحية"، تشارك الرعاية الصحية مباشرة فيه.

من الثابت حالياً مساهمة التلوث (تلوث االهواء، تلوث المياه، تلوث التربة) الكبيرة في تغير المناخ و تدمير الأنظمة البيئية، مسبباً موت حوالي 9  ملايين شخص حول العالم من الأمراض المرتبطة بالتلوث (الأمراض التنفسية بشكل أساسي، الأمراض القلبية، اضطرابات الغدد الصماء، الأمراض العصبية، السرطان، الإجهاد الحراري، الملاريا، سوء التغذية و غيرها)، مع تزايد سنوي إضافي متوقع لهذه الوفيات بين عامي 2030 و2050 بمقدار 250 ألف حالة وفاة.

حيث تتأثر جودة البيئة بسبب إنتاج الطاقة من الوقود الذي يلوث الهواء من خلال زيادة الانبعاثات الضارة من: أول أكسيد الكربون، و ثاني أكسيد الكربون، و أكاسيد الكبريت، و أكاسيد النيتروجين و غيرهم، مما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري و ارتفاع درجات الحرارة العالمية. بالمقابل لابد لنا من الاعتراف بالحقيقة المؤلمة أن الرعاية الصحية هي مساهم يومي فعال في أزمة المناخ بحوالي 4.6% من الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة.

لذا يجب التحول لمصادر الطاقة النظيفة و المتجددة مثل الطاقة الشمسية، و على قطاعات الرعاية الصحية استلام زمام المبادرة نحو ممارسات فردية و جماعية أكثر استدامة بيئية سواء في العيادات أو في غرف العمليات.

القطاع الصحي يؤدي دور مهم في الحفاظ على صحة البشر و الأرض و يأخذ في الوقت نفسه دوراً هاماً في التنمية الاقتصادية للبلدان. و يتحقق ذلك بصورته المثلى من خلال تحقيق مبدأ الرعاية الصحية المستدامة التي تضمن تقديم خدماتها بأسعار مقبولة من جميع شرائح المجتمع مع الحد من تأثيراتها على البيئية.

فمن المؤكد مساهمة هذا القطاع في تغير المناخ، إذ تؤثر الرعاية الصحية سلباً على البيئة (هواء، تربة، مياه، توازن بيئي ...) من خلال توليدها للنفايات و انبعاثات الملوثات و الغازات الدفيئة بالإضافة لاستهلاكها للموارد. و ينجم ذلك عن توليد و استهلاك الطاقة اللازمة، المستحضرات الصيدلانية و مخلفاتها، استخدام التجهيزات و المعدات الطبية، الصرف الصحي و غيرها.

و هنا تبرز أهمية تحقيق الاستدامة في الرعاية الصحية و التي ستتحقق مكاسب بيئية و اجتماعية و مالية على حد سواء.

  • يتسبب تغير المناخ في القرن الحالي بالموت المبكر لحوالي 9 ملايين إنسان كل سنة لذلك يعتبر "حالة طوارئ صحية".
  • بعد الثورة الصناعية تسارع تغير المناخ حيث زاد  الكربون في الغلاف الجوي بنسبة  30٪  كما ارتفعت حرارة الكرة الأرضية حوالي 1.1 درجة مئوية.
  • الرعاية الصحية تتسبب في 4.4% من مجموع الانبعاثات الدفيئة عالمياً (الدول ذات الدخل المرتفع هي الملوثون الرئيسيون) و يتم دفن  75% من النفايات الناتجة عنها و هنا لابد من الإشارة إلى تزايد هذه النفايات خلال جائحة كوفيد-19.
  • غرف العمليات رغم صغر مساحتها ضمن المشفى إلا أنها تولد ثلث نفاياته كما تستهلك طاقة أكبر 3-6 مرات من بقية أجزائه.
  • التزمت أكثر من 50 دولة بتطوير أنظمة صحية مستدامة، و لا يقل عن 14 دولة بالوصول إلى صفر من انبعاث الكربون بحلول عام 2050 أو قبله.
  • ذكرت الدراسات أن العاملين في المجال الطبي مدركون لخطورة تغير المناخ و على استعداد للمساهمة في استراتيجيات الاستدامة.

يوجد فرص هائلة لتحسين الاستدامة البيئية في قطاع الرعاية الصحية والوصول لنظام صحي مستدام بيئياً، و الذي يمكن تعريفه كما يلي:

هو النظام الصحي الذي يكفل الصحة فيحافظ عليها و يحسنها أو حتى يستعيدها و يقلل في الوقت نفسه من الانعكاسات السلبية للرعاية الصحية على المناخ و البيئة مؤدياً لنتائج إيجابية على  الصحة و الرفاهية لسكان الأرض الحاليين و المستقبليين مع انعكاس ذلك على المستويات الثلاثة الاجتماعية و الاقتصادية و البيئية.

و لتحقيق هذا النظام، تم اقتراح المبادئ الآتية:

  1. التركيز على الوقاية من الأمراض و بالتالي تقليل الخدمات الصحية المطلوبة.
  2. تحقيق توازن بين العرض و الطلب للدعم و للخدمات الصحية.
  3. تقليل الانبعاثات الملوثة من الخدمات الصحية المقدمة.

مع تزايد الإدراك و الوعي البيئي الفردي و الجماعي لمساهمة الرعاية الصحية في التلوث و تغير المناخ، نشأت منظمة غير حكومية تعنى بالاستدامة في هذه المجال، و تسمى "المستشفيات العالمية الخضراء والصحية -GGHH-". و التي تضم اليوم حسب موقعهم الرسمي على الانترنت أكثر من 1900 عضواً، 70 ألف مشفى و مركز صحي، من 86 دولة.

أطلقت هذه الشبكة التعاونية عام 2021 خريطة طريق عالمية لرعاية صحية مستدامة بدون انبعاثات كربونية، تقوم على النقاط التالية:

  1. الاعتماد على المصادر البيئية المتجددة في توفير الطاقة الكهربائية النظيفة.
  2. الاستدامة في البنى التحتية المستخدمة و أماكن تقديم الخدمات الصحية بدون انبعاثات.
  3. النقل و التوريد بدون انبعاثات.
  4. التزود بالأغذية الصحية من المحاصيل المزروعة و المستدامة.
  5. تشجيع الصناعات الصيدلانية و تعزيزها لإنتاج المركبات منخفضة الكربون.
  6. التقليل من توليد النفايات و إعادة تدويرها بشكل مستدام.
  7. تحقيق فعالية أكبر للنظام الصحي.

على الرغم من خطورة تغير المناخ و آثار الاحتباس الحراري على الأرض و البشر، إلا أنه يستمر التقليل من خطر تأثيرات ارتفاع الحرارة على حياة الإنسان و صحته البدنية و العقلية، و التي تتفاقم خصوصاً لدى الأعمار الضعيفة من صغار و كبار، كما ترتبط بجملة عوامل عامة اقتصادية و اجتماعية، بالإضافة إلى أن إحدى الدراسات ربطت بين زيادة معدلات الانتحار و ارتفاع معدلات الحرارة (1% مقابل +1درجة مئوية).

تنجم هذه التأثيرات عن اختلال التوازن الحراري عبر سلسلة من التفاعلات الفسيولوجية و الاستجابات البيولوجية والنفسية التي تؤدي حسب شدته إلى: انزعاج خفيف - عطش - تعرق - جفاف - قلق و ارتباك - اكتئاب - اضطراب النوم - الغيبوبة - تلف الأعضاء، كما تترافق أيضاً مع تأثيرات على القلب و الدورة الدموية و حتى زيادة مخاطر التخثر.

كل ما سبق يشكل حافزاً آخر لنا لتطبيق مبدأ الاستدامة البيئية في قطاع الرعاية الصحية، لكونها مساهم رئيسي في تغير المناخ و الاحتباس الحراري.

الابتكار المقتصد قد يكون لمنتج أو تقنية أو حتى خدمة ما، و يتسم بالبساطة و التخفيف من استخدام و استهلاك الموارد و كذلك التقليل من الانبعاثات و التلوث في مختلف المراحل من الإنتاج إلى الاستخدام و انتهاءً بالتدوير، بما يحقق مكاسب ثلاثية (على مستويات البيئة والمجتمع والاقتصاد)، يكون مدفوعاً بالضرورات للبلدان الفقيرة في حين هو خيار للدول الغنية.

يرسخ الابتكار المقتصد معادلة انخفاض التكاليف و التوفر بتكلفة مقبولة للجميع بغض النظر عن مستوى دخلهم، لذا نجد أن الابتكارات الصحية المستدامة ذات التكاليف المنخفضة تتركز بشكل رئيسي قي كل من الدول متوسطة و منخفضة الدخل.

فيما يلي نماذج مستدامة بيئياً من الابتكار المقتصد:

  1. استخدام رعاية أم الكنغر (KMC) للأطفال الخدج كبديل للحاضنات.
  2. جهاز تخطيط القلب المحمول و خفيف الوزن من جنرال إلكتريك (GE) Mac 400.
  3. تخزين الأنسولين في وسط بارد في الأواني الفخارية في حالات الكوارث و غياب الكهرباء.
  4. نظام التصوير بالرنين المغناطيسي المحمول Swoop  و الذي لا يحتاج إلى تبريد أو مصادر خاصة للطاقة.

غرف العمليات في المشفى هي المصدر الرئيسي النفايات والملوثات فيه، رغم أنها لا تشغل مساحة كبيرة من المشفى، إلا أنها تولد حوالي ثلث إجمالي النفايات.

من هنا كانت الجهود الكبيرة لأكثر من عقد من الزمن، للوصول لممارسات مستدامة بيئياً في غرف العمليات أو ما يسمى الممارسات الخضراء، للتقليل من النفايات و توفير التكاليف المحتملة لإتلافها و إعادة تدويرها. و يتحقق ذلك من خلال التبسيط المناسب للإجراءات و العمليات مع ممارسات تولد نفايات قابلة للتدوير والتركيز على التجهيزات و المواد القابلة لإعادة الاستخدام في ظروف العقامة التامة و بشكل آمن تماماً على سلامة المرضى.

و من المواد القابلة لإعادة التدوير نذكر:

الورق و كارتون التغليف، أغلفة البولي إيثيلين، مغلفات الكفوف الطبية و المحاقن، مغلفات إبر الخياطة الجراحية، أكياس تعقيم الاوتوكلاف، الزجاجات البلاستيكية، الأغطية الجراحية الورقية.

الاستدامة البيئية تتحقق من خلال عدة أمور أبرزها الانتقال من إنتاج الطاقة الملوثة عن طريق الوقود الأحفوري إلى إنتاج الطاقة النظيفة من المصادر الطبيعية المتجددة. في الوقت نفسه و بحسب خريطة الطريق العالمية (2021) لرعاية صحية مستدامة لا بد من تحقيق فاعلية النظام الصحي بشكل أكبر.

ماسبق تم العمل عليه منذ عقود في الصين من خلال زيادة الإنفاق على الصحة و تعزيز الاستدامة عبر توليد الطاقة من المصادر المتجددة، ليتبين بناءً على نتائج إحدى الدراسات الصينية وجود علاقة إيجابية بين متوسط عمر الفرد و كل من العاملين السابقين، مما أدى لارتفاع متوسط العمر المتوقع مع صحة عامة جيدة و وفرة إنتاجية طويلة الأمد مما انعكس على النمو الداخلي ورأس المال البشري.

إن تحقيق الاستدامة البيئية في النظام الصحي يتطلب تخفيض طلب الأفراد للخدمات الصحية، من خلال تعزيز الصحة العامة و الوقاية من الأمراض، مما يؤدي لانخفاض في تكاليف الرعاية الصحية و الانبعاثات الناجمة عنها.

مع الازدياد الهائل لعدد مستخدمي الهواتف المحمولة، كان لا بد من استخدام هذه التقنية و الاستفادة منها لإيجاد حلول مبتكرة في مجال التثقيف و التوعية الصحية في سبيل تحقيق المبدأ السابق و ذلك ضمن ما يسمى بالصحة المتنقلة (Mobile Health / m-Health) عن طريق محو الأمية الصحية و تعزيز السلوكيات و المهارات الصحية الصحيحة و إدارة الأمراض المزمنة. حيث استخدمت خدمة الرسائل القصيرة (SMS) في ذلك و التي أثبت جدواها و فعاليتها في تعزيز الإدارة الصحية الذاتية، لكون الرسائل القصيرة شائعة و شعبية و منخفضة التكلفة مع إمكانية تطبيقها في البلدان النامية و المتقدمة، و قد ثبت تفوقها على طرق التثقيف الأخرى مثل المحاضرات و الكتيبات.

يبدي الأطباء من مختلف التخصصات الاهتمام بتغير المناخ و يرغبون في المساهمة بالاستراتيجيات القادمة نحو الاستدامة البيئية. لكن هناك العديد من العوائق و الحواجز التي تواجههم منها الحاجة لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع و نقص الدعم و الموارد بالإضافة لنقص الوقت و الافتقار إلى الحوافز.

و من منظورهم الخاص يرى الأطباء الحاجة لتغيير منهجي و جوهري في نظام الرعاية الصحية مع ضرورة تضمين الاستدامة ضمن الخطط و المناهج الدراسية و التعليم الطبي المستمر.

كما يؤكدون على تعزيز الاستدامة في العمل و الممارسات الأساسية للأطباء بحيث تصبح جزءاً من روتين حياتهم اليومية، و على إعادة التدوير و الاستدامة في غرف العمليات مع ضرورة توفير المعدات و التجهيزات الجراحية المستدامة بيئياً دون إغفال معايير الجودة.

لا بد من أن تكون الاستدامة البيئية هدفاً إضافياً للرعاية الصحية، لأن هذه الاستدامة تدعمها في تحقيق أهدافها الأساسية، في حين تساهم الرعاية الصحية بشكل فعال في التلوث البيئي و تغير المناخ، مما يتطلب إعادة النظر في الممارسات التقليدية و الخدمات المقدمة في هذا المجال، مع اتخاذ المبادرة بالتغيير المنهجي و لو كان جذرياً بما يكفل صحة الإنسان و رفاهيته.

و هنا يمكننا ذكر مجموعة من التوصيات لتحقيق الرعاية الصحية المستدامة بيئياً:

  1. تشجيع الأبحاث المشتركة بين تخصصات الصحة و البيئة و الاقتصاد و الطاقة، و استثمار نتائجها في وضع سياسات تحقق الاستدامة بمختلف أشكالها في مجال الرعاية الصحية.
  2. التوعية و التثقيف الجماعي حول الاستدامة البيئية في جميع المجالات و التوجيه نحوها تحقيقها في قطاع الرعاية الصحية.
  3. اتباع سياسات صحية مستدامة تقوم على الوقاية، و الاعتماد على المنتجات المستدامة القابلة لإعادة الاستخدام و التدوير، مع تقديم الحوافز لتحقيق الرعاية الصحية المستدامة.
  4. التركيز على استراتيجية تقليل النفايات الناتجة عن ممارسات الرعاية الصحية.
  5. تطبيق معايير و متطلبات الجودة مع الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية.
  6. تحفيز الابتكار المقتصد و توجيه التكنولوجيا للوصول إلى رعاية صحية ذكية ومستدامة.
  7. تطبيق الاستدامة في مباني الرعاية الصحية و الاعتماد على الطاقة النظيفة المتجددة.
  8. تشجيع التصنيع الدوائي ذو البصمة الكربونية المنخفضة مع المزيد من البحث حول الاستخدام الآمن للمستخلصات العشبية كوقاية أو علاج.
  9. الاستثمار الأمثل لخوارزميات الذكاء الاصطناعي ضمن مختلف مجالات الرعاية الصحية.